المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٦

صاحب الماشية واللبنّ

  يُحكى أن بعض أصحاب الماشية كان يشوبُ اللبنَ ويبيعهُ على أنّه خالصٌ ، فأرسل اللهُ عليه سيلاً فذهب بالغنم ، فجعل يعجبُ ، فأُتيَ في منامه فقيل له : أتعجبُ من أخذ السّيلِ غنمك ؟ ! إنما هي تلك القطرات التي كُنتَ تُشيبُ بها اللبن ، اجتمعت وصارت سيلاً. فقِسْ على هذه الحكاية ما تراهُ في نفسك وفي غيرك ، تعلم حينئذٍ أنّ الله تعالى قائمٌ بالقسط ، وأنّه قائمٌ على كلّ نفس بما كسبت ، وأنّهُ لا يظلمُ مِثقال ذرّةٍ ، انتهى. الشاهد : قال الله تعالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (30) سورة الشورى. المرجع : مفتاح دار السعادة   ، الإمام ابن قيمّ الجوزية رحمه الله ، ط / دار طيبة الخضراء ، دار ابن حزم " 353 " ، فصل : في التأمل في خلق السمك والجراد ، بتصرف . انستقرام : dramy2010 صورة رقم : 437

الرِزق ، والوعد ، والسِرّ

أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح ، أبو جعفر الكاتب وليَ ديوان الرسائل للمأمون ، ترجمه ابن عساكر وأورد من شعره قوله في الرزق : قد يُرزق المرءث من غيرِ حِيلةٍ صدرت * ويُصرف الرزقُ عن ذي الحيلةِ الداهي ما مسني من غِنى يوماً ولا عدمٍ           * إلا وقولي عليهِ الحمدُ للهِ في الوعد : إذا قلتَ في شيءٍ " نعم " فأتمه * فإنّ " نعم " دَينٌ على الحُرّ واجبُ وإلا فقل " لا " تستريحُ بها * لئلا يقولَ الناسُ إنكَ كاذبُ في السِر : إذا المرءُ أفشى سِرّهُ بلسانِهِ * فلامَ عليهِ غيرَهُ فهوَ أحمقُ إذا ضاقَ صدرُ المرءِ عن سِرّ نفسه * فصدرُ الذي يُستودعُ السرَ أضيقُ الشاهد : لا تقلق من الرَزق ، وأنجز الوعد ، ولا تُفشِ السِرّ. المرجع : البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار " 10 / 508 " ، فصل أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح ، بتصرف. انستقرام : dramy2010 صورة رقم : 435

رُبَ كلمة أودت بصاحبها

في سنة 601هـ اجتمع ببغداد رجلان أعميان على رجل أعمى أيضاً ، وقتلاه بمسجدٍ طمعاً في أن يأخذا منه شيئاً ، فلم يجدا معه ما يأخذانه ، وأدركهما الصباح ، فهربا من الخوف يريدان الموصل ، ورؤي الرجل مقتولاً ، ولم يُعلم قاتله ، فاتّفق أنّ بعض أصحاب الشّحنة اجتاز من الحريم في خصومة جرت ، فرأى الرجلَين الضريرين ، فقال لمن معه : هذان اللذان قتلا الأعمى ، يقوله مزحاً ، فقال أحدهما : هذا والله الذي قتله ، فقال الآخر : بل أنت قتلته ، فأخذا إلى صاحب الباب ، فأقّرا ، فقُتل أحدهما ، وصُلب الآخر على المسجد الذي قتلا فيه الرجل ، انتهى. يُقصد بأصحاب الشّحنة : الدوريات الأمنية التي تدور في الطُرقات في زمننا هذا. الشاهد  : كاد المُريب أن يقول خُذُوني !    المرجع  : الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية " 10 /161 " ، فصل : سنة 601 هـ ، ذكر عدة حوادث ، بتصرف. انستقرام : dramy2010 صورة رقم : 432

العبرةُ بالقول لا بالقائل

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته ، وقلت : والله لأرفعنّك إلى رسول الله " قال : إني مُحتاج ، وعليّ عيال ، ولي حاجة شديدة . قال : فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة " . قال : قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. قال : " أما إنه قد كذبك وسيعود " ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله " إنه سيعود " ، فرصدته ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته ، فقلت : لأرفعنّك إلى رسول الله ، قال : دعني فإني مُحتاج ، وعليّ عيال لا أعود ، فرحمته ، فخليت سبيله ، فأصبحت ، فقال رسول الله : " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك " قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً ، فرحمته ، فخليت سبيله قال : " أما إنه كذبك وسيعود " . فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنّك إلى رسول الله ، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ، ثم تعود . قال : دعني أُعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت : ما هو ؟ قال : إذا

الحياءُ من الله عز وجل

الأسود بن يزيد النخعي من كِبار التابعين ، ومن أعيان أصحاب ابن مسعود ، ومن كِبار أهل الكوفة ، وقد حجّ واعتمر ثمانين مرة ، تُوُفي سنة 75 هـ  ، فلمّا احتضر بكى فقيل له : ما هذا الجزع ؟ فقال : ما لي لا أجزع ؟ ومن أحق بذلك مني ؟ والله لو أُنبئت بالمغفرة من الله لأهابنّهُ حياءً منه مما قد صنعت ، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو فلا يزال مُستحيياً منه ، انتهى.   الشاهد : اللهمّ ارزقنا الحياء منك ، اللهمّ آمين.   المرجع : البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار " 9 / ص 11 " ، فصل : الأسود بن يزيد ، بتصرف. انستقرام : dramy2010 صورة رقم : 429

تحدثوا بأحسن ما تحفظون

يحيى بن خالد بن برمك أبو علي الوزير والد جعفر البرمكي ، كان كريماً فصيحاً ، ذا رأي سديد ، يَظهرُ من أموره خيرٌ وصلاح . قال يوماً لولده : خذوا من كل شيء طرفاً ، فإن من جهل شيئاً عاداه . وقال مرّة : اكتبوا أحسن ما تسمعون ، واحفظوا أحسن ما تكتبون ، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون ، كانت وفاة يحيى بن برمك رحمه الله في الحبس في الرافقة لثلاث خلون من المحرم سنة 190 هـ عن سبعين سنة ، انتهى. الشاهد : ما أجمل أن نُوصي أنفسَنا وأهلّنا بوصيته ! المرجع  : البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار " 10 / 454 ، 455 " ، فصل : يحي بن خالد بن برمك ، بتصرف. انستقرام : dramy2010 صورة رقم : 430

سبعة لا ينبغي مُشاورتهم

جاهل ، وعدوّ ، وحسود ، ومراء ، وجبان ، وبخيل ، وذو هوى. فالجاهل يضل. والعدوّ يريد الهلاك. والحسود يتمنى زوال النعمة. والمرائي واقف مع رضا الناس. والجبان من رأيه الهرب. والبخيل حريص على جمع المال فلا رأي له في غيره. وذو الهوى أسير هواه فلا يقدر على مخالفته ، انتهى. الشاهد : احذر من مُشاورة هؤلاء !   المرجع : المستطرف في كل فنٍ مستظرف ، شهاب الدين الأبشيهي رحمه الله ، ط / دار الكتب العلمية " 85 " الباب الحادي عشر ، بتصرف. انستقرام : dramy2010 صورة رقم : 428