ما هي حقيقة عيد الأم ؟
بسم الله
الرحمن الرحيم
عيد الأم
موعد عيد الأم :
ويكون الاحتفال به في يوم 21 مارس من كل عام
مظاهر هذا العيد :
ومظاهر الاحتفال بهذا العيد تقديم الهدايا والتهاني الى
الأم ، وعادة ما يعبر عن ذلك بزهور أو شموع تقدم بين يديها
كما تكثر
في هذا اليوم الخطابات والمكالمات الهاتفية والزيارات التي تخص لتلك المناسبة .
فهذا مظهر الاحتفال بعيد الأم فيا
ترى ما هو الأصل في ذلك ؟
القول الأول
:
الأصل في تخصيص هذا اليوم للأم يرجع
إلى سبب ديني نصراني وهو أن عيسى عليه السلام له أم فقط
ولا أب له ، وهذا ما يعتقده بعضهم .
القول الثاني
:
ومنهم من افترى على الله سبحانه
فأعتقد أنه جل وعلا أب لعيسى ، ولكنه ليس من البشر ، تعالى الله عما يقولون .
القول الثالث
:
وقيل : إن السبب تربوي اجتماعي لدى الغرب ، حيث عدد كبير
من الأطفال لا آباء لهم معروفون ، أو لهم آباء هجروهم وأهملوهم وأمهاتهم ، أو أن
علاقات الأبوة معهم كعلاقات الأجنبي للأجنبي .
ولهذا
السبب أو ذاك خصص الغرب يوماً للأم عيداً لها تُكرم فيه بعد ملازمة الشعور بالإثم
لهم بسبب مواقفهم منها .
فصار أبناء الغرب يجهدون أنفسهم ويجتهدون في إرضاء
الأمهات والإهداء لهن في ذلك اليوم ، وتعج الدنيا بالمراسلات والمهاتفات والزيارات
، ثم يأتي عكس ذلك في الغالب ، أو ما يشبه عكسه في بقية العام على اعتبار أنها
ليست يوماً أو أياماً للأم .
وبهذا
قد تمت مقاومة وخز الضمير ، فقد أخذت الأم حقها في يومها كاملاً وتخلص الأولاد من
عقدة التقصير ، وذلك بأداء كامل الواجب في اليوم الوحيد المقنن المحدد ، وأهملوا
احترام الوالدات ورعايتهن، ولم يصحب ذلك شعور بالتقصير قد يوقظ الضمير
، فالضمير ارتاح ونام على وهم ، وهو أن الأم صار لها يوم في العام أعطاه إياها
المجتمع ، وهم يقومون خير قيام بجميع الفروض في ذلك اليوم ، وبذلك تضررت الأم
والأمومة بهذه النتيجة أكثر مما استفادت ، وصارت ضحية آثار التكريم النادر .
القول الأخير
:
وما أكثر ما يسمع في الغرب أن أماً عجوزاً أو شيخاً هرما
ماتا في منزلهما ومضت مدة من الزمن لم يدر بها أحد سوى الجيران فيما بعد على أثر
الرائحة ، أو ما شابه ذلك وهكذا صار يوم الأم للتكفير عن عقوقها ، وضياع حقوقها
طوال العام .
ولا يستبعد أن يكون عيد الأم امتداداً لعيد النساء الذي
خصصه لهن المجوس فقصره أولئك على الأم لامتيازها على سائر النساء ، فهذا هو الأصل
في عيد الأم والنتيجة الحتمية لذلك الاحتفال ، وقد أبى من جهل حقيقة الدين
الإسلامي من المسلمين من سيطرت عليه عقيدة التبعية والانبهار بالغرب ، فقلدهم
واقتفى أثرهم في هذا الاحتفال وزعم أن
في ذلك حفاوة واحتراماً فضلاً عن كونه رُقياً وتقدماً .
رسالة إلى
المحتفلين بهذا العيد :
فإلى
الذين يحتفلون بهذا العيد ويدعون إليه ويتبعون كل ناعق فيه ، إن في الدين الإسلامي
الحنيف الغنية عن ذلك العيد ، فلقد أكرم المرأة وصان آدميتها في كل
الأيام وليس بتخصيص يوم واحد من العام ، وإنما أوصى بها خيراً على الدوام ، فقد
جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " فاستوصوا
بالنساء خيراً " وصية خالدة لها ولصالحها كل ذلك
لتعيش المرأة في ظل الإسلام معززة مكرمة .
ما هي مكانة
الأم في الإسلام :
وقد
أكد صلى الله عليه وسلم تلك العناية بالأم خصوصاً ، فعن أبي هريرة رضى الله عنه
قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي
؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال :
ثم من ؟ قال أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك .
فتقدير
الأم والحفاوة بها في كل زمان ومكان لا يقتصر على تخصيص يوم واحد لها من العام ثم
تنسى بعد ذلك ، وليس من البر أن يفعل مثل هذا ، وبهذا يتبين بدعية هذا
العيد وبطلانه .
حكم الاحتفال بعيد الام :
س
: في أي يوم بالضبط يحتفل المسلمون بعيد الأم ، وهل حقيقة أنه يوم ازدادت فاطمة
الزهراء ؟
ج
: الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وسلم .. وبعد :
لا يحوز الاحتفال بما يسمى : عيد الأم ، ولا
نحوه من الأعياد المبتدعة ،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه
أمرنا فهو رد " ، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله
صلى الله عليه وسلم ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ، ولا من عمل سلف الأمة
، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار .
وبالله
التوفيق ،،
اللجنة
الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو :
|
عبد الله بن قعود
|
عضو :
|
عبد الله بن غديان
|
نائب رئيس اللجنة :
|
عبد الرزاق عفيفي
|
الرئيس :
|
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
|
المرجع :
المناسبات الموسمية بين الفضائل والبدع
والأحكام ، د / حنان بنت علي بن محمد اليماني ، ط
/ مكتبة الأسدي " 305 – 307 " ، فصل : عيد الأم ، بتصرف.
تعليقات
إرسال تعليق