نجاتُك في مخالفتها
الشيخ عبد الله الأرمني أحد العبّاد الزهّاد الذين
جابوا البلاد وسكنوا البراري والجبال والوهاد ، قرأ القرآن في بدايته وحفظ كتاب
القدوري على مذهب أبي حنيفة ، ثم اشتغل بالمعاملات والرياضات ، ثم أقام آخر عمره
بدمشق حتى مات بها ودُفن بسفح قاسيون ، وقد كان كثير السياحة والسفر ، وقال اجتزت
مرة في سياحتي براهب في صومعة فقال لي : يا مسلم ما أقرب الطرق عندكم إلى الله عز
وجل ؟
قلت : مخالفة النفس ، قال فرد رأسه إلى صومعته ،
فلما كنت بمكة زمن الحج إذا رجل يسلم عليّ عند الكعبة فقلت من أنت ؟ فقال أنا
الراهب ، قلت : بم وصلت إلى ها هنا ؟ قال بالذي قلت . وفي رواية عرضت الإسلام على
نفسي فأبت ، فعلمت أنه حق فأسلمت وخالفتها ، فأفلح وأنجح . انتهى .
الشاهد :
قال الله تعالى : {
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } (40 ، 41 ) سورة النازعات .
المرجع :
البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله
، ط / دار الأخيار ،
" ج 13 / ص 122 " ، فصل : الشيخ عبد الله الأرمني
، بتصرف .
تعليقات
إرسال تعليق