12. قطوف من السيرة المحمدية . نشأته إلى 20 عاما .
قطوف من السيرة المحمدية
على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم
" العناوين "
المولد الشريف ، نشأته الأولى ( مرضعاته ) ،
حادثة شق الصدر ، العودة به إلى والدته ، كفالة جده عبد المطلب ، كفالة عمه أبي
طالب ، الأعمال التي قام بها وهو في أول شبابه ، مقابلته مع بحيرا الراهب ، خوضه
الحروب مع أعمامه " حرب الفجار ، حلف الفضول " ، المراجع .
" التفاصيل "
مولده الشريف ، نشأته الأولى
( ومرضاعته ) – عليه الصلاة والسلام :
تحدثنا عن المولد الشريف وعن مرضعاته عليه
الصلاة والسلام فيما سبق مما يغني عن الإعادة ها هنا . وبالتحديد في ( 3. قطوف من
السيرة المحمدية . زمن ولادته عليه الصلاة والسلام و 6. قطوف من السيرة المحمدية .
مرضعاته ) .
حادثة شق صدره – عليه الصلاة
والسلام - :
عمره ( 4 ) سنوات :
عند
السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وقعت حادثة شق صدره عليه الصلاة والسلام ( وهذا
ما ذهب إليه عامة أهل السير ) وقد قيل أنها في السنة الثانية وقيل في السنة
الثالثة كما في رواية ابن إسحاق ‘ وكذلك السيرة الحلبية والله أعلم بالصواب .
روى مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب
فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم
لامه ثم أعاده إلى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني ظئره – فقالوا : إن
محمدا قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع اللون " صحيح مسلم باب الإسراء 1/92 "
.
العودة به إلى والدته - عليه
الصلاة والسلام – :
عندما حدثت وقعت شق صدره خشيت عليه حليمة
فردته إلى أمه فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين .
ورأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل أن تزور
قبره بيثرب فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كيلومترا ومعها ولدها اليتيم –
محمد صلى الله عليه وسلم – وخادمتها أم أيمن ، وقيمها عبد المطلب ، فمكثت شهرا ثم
قفلت وبينما هي راجعة إذ يلاحقها المرض ويلح عليها في أوائل الطريق فماتت بالأبواء
بين مكة والمدينة .
كفالة جده عبد المطلب - عليه
الصلاة والسلام – :
عمره ( 6 ) سنوات :
وعاد به عبد المطلب إلى مكة ، وكانت مشاعر
الحنو في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم ، الذي أصيب بمصاب جديد نكأ الجروح القديمة
، فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده ، فكان لا يدعه لوحدته المفروضة ، بل
يؤثره على أولاده ، قال ابن هشام : كان يوضع لعبد
المطلب فراش في ظل الكعبة فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه ، لا يجلس
عليه أحد من بنيه إجلالا له فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر
حتى يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول عبد المطلب إذا رأي ذلك منهم :
دعوا ابنى هذا فوالله إن له لشأنا ، ثم يجلس معه على فراشه ، ويسمح ظهره بيده
ويسره ما يراه يصنع ، ولثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى الله
عليه وسلم توفي جده عبد المطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه
أبي طالب شقيق أبيه .
كفالة عمه أبي طالب - عليه
الصلاة والسلام – :
عمره ( 8 ) سنوات :
بعد وفاة جده عبد المطلب نهض أبو طالب بحق
ابن أخيه على أكمل وجه وضمه إلى ولده ، وقدمه عليهم واختصه بفضل واحترام وتقدير على
الرغم من قلة الثراء وكثرة الولد ، وظل فوق أربعين سنه يعز جانبه ، ويبسط عليه
حمايته ، ويصادق ويخاصم من أجله .
الأعمال التي قام بها وهو في
أول شبابه - عليه الصلاة والسلام – :
عمره ( 12 ) سنة :
أولا : عمله بالتجارة :
حين بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة ارتحل به
عمه أبو طالب تاجرا إلى بصرى بأرض الشام . "
اللهم فرج عن إخواننا في الشام وفي كل مكان
" .
ثانيا : عمله برعي الأغنام :
توالت الروايات على أنه كان يرعى غنما ،
رعاها في بني سعد ، وفي مكة لأهلها على قراريط .
مقابلته عليه الصلاة والسلام
مع بحيرا الراهب :
عمره ( 12 ) سنة :
عندما رحل مع عمه أبو طالب تاجرا إلى بصرى
بأرض الشام كما أسلفنا كان في هذا البلد راهب عرف ببحيرا واسمه جرجيس ، فلما نزل
الركب خرج إليهم ، وأكرمهم بالضيافة وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك وعرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم بصفته ، فقال وهو آخذ بيده : هذا سيد العالمين ، هذا
يبعثه الله رحمة للعالمين . فقال أبو طالب : وما علمك بذلك ؟
فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق
حجر ولا شجر إلا وخرّ ساجدا ولا تسجد إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل
غضروف كتفه مثل التفاحة ، وإنا نجده في كتبنا ، وسأل أبا طالب أن يردّه ولا يقدم
به إلى الشام خوفا عليه من اليهود .
خوضه الحروب مع أعمامه - عليه
الصلاة والسلام - :
عمره ( 15 ) سنة : ( حرب
الفجار ) .
عندما بلغ عمره خمسة عشرة سنة اشترك مع
أعمامه في حرب الفجار بين قريش وهوازن ، حيث كان ينبل على عمومته أي يجهز لهم
النبل للرمي .
وسميت بحرب الفجار لانتهاك حرمات الحرم والأشهر الحرم فيها .
عمره ( 20 ) سنة : ( حلف
الفضول ) .
عندما بلغ عمره عشرون سنة شهد حبيبنا محمدا
صلى الله عليه وسلم هذا الحلف الذي قال عنه بعد أن أكرمه الله بالرسالة : لقد شهدت
في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في
الإسلام لأجبت .
وسبب هذا الحلف تعاقد وتعاهد قبائل قريش على أن لا يجدوا بمكة
مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد
عليه مظلته .
انتهى -
فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا
محمد " عليه الصلاة والسلام "
المراجع :
-
من كتاب أطلس السيرة النبوية
للمؤلف الأستاذ سامي المغلوث حفظه الله –
الباب الخامس : من المولد الشريف إلى الهجرة المباركة ( العهد المكي ) .
- من كتاب الرحيق المختوم للمؤلف الشيخ صفي الدين المباركفوري رحمه
الله – فصل : المولد وأربعون عامل قبل النبوة .
تعليقات
إرسال تعليق