ما أعطي محمد صلى الله عليه وسلم وما أعطي هود عليه السلام وأيهما أفضل في الأعطية

                                  بسم الله الرحمن الرحيم
ما أعطي محمد صلى الله عليه وسلم وما أعطي هود عليه السلام
وأيهما أفضل في الأعطية
قبل أن نبدأ اسمحوا لي أن نستعرض قطوف من سيرة نبي الله هود عليه السلام
اسمه :
هو هود بن شالخ بن رفخشد بن سام بن نوح عليه السلام .
ويقال إن هودا هو عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام
ويقال هود بن عبد الله  بن رياح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام . ذكره ابن جرير رحمه الله .
قبيلته عليه السلام :
يقال لهم عاد بن عوص بن سام بن نوح وكانوا عرباً يسكنون الأحقاف – وهي جبال الرمل – وكانت باليمن بين عمان وحضرموت بأرض مطلة على البحر يقال لها : الشحر واسم واديهم مغيث .
وكانوا كثيرا ما يسكنون الخيام ذات الأعمدة الضخام كما قال تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ) .
لغته التي يتكلم بها عليه السلام :
ويقال : أن هوداً عليه السلام أول من تكلم العربية .
من هم الأنبياء العرب عليهم الصلاة والسلام :
وفي صحيح ابن حبان عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه : منهم أربعة من العرب : هود ، صالح ، شعيب ، ونبيك يا أبا ذر . المقصود بنبيك يا أبا ذر هو محمد صلى الله عليه وسلم

 أقوام العرب :
وأما أقوام العرب فقد قسمها المؤرخون إلى ثلاثة أقسام بحسب السلالات التي ينحدرون منها :
1. العرب البائدة : وهم العرب القدامى الذين لم يمكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم مثل : عاد وثمود وطسم وجديس وعملاق وسواها .
2. العرب العاربة : وهم العرب المنحدرة من صلب يعرب بن يشجب بن قحطان وتسمى بالعرب القحطانية .
3.  العرب المستعربة : وهم العرب المنحدرة من صلب إسماعيل وتسمى بالعرب العدنانية .
سور القرآن التي ذكرت فيها قصته عليه السلام :
الأعراف ، هود ، الشعراء ، حم السجدة " فصلت " ، الأحقاف ، الذاريات ، النجم ، الفجر ، الحاقة .
السور التي أشير فيها إلى قومه عليه السلام :
التوبة ، إبراهيم ، المؤمنون ، الفرقان ، العنكبوت ، ص ، ق  .
من فضائل سورة هود :
 قال الحافظ أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة قال : قال أبو بكر : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شيبك ؟ قال شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت .
وفي رواية ( هود وأخواتها ) .
وأيضا حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : قالوا : يا رسول الله إنا نرى في رأسك شيباً فقال ( كيف لا أشيب وأنا أقرأ سورة هود وإذا الشمس كورت )


لماذا وقعت سورة هود بين سورة يونس وسورة يوسف :

سورة يونس
سورة هود
سورة يوسف
 والكلام هنا للمؤلف : أقول : قد عرف وجه مناسبتها فيما تقدم في الأنفال . ونزيد هنا : أن مطلعها شبيه بمطلع سورة الأعراف ، وأنه سبحانه قال فيها ( أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا ) " سورة يونس "  فقدم  الإنذار وعممه وأخّر البشارة وخصّصها وقال تعالى في مطلع الأعراف : ( لتنذر به وذكرى للمؤمنين ) فخص الذكرى وأخرها وقدم الإنذار وحذف مفعوله ليعم .
 وقال هنا : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) " سورة يونس "  وقال في الأوائل أي أوائل الأعراف مثل ذلك .
وقال هنا : ( يدبر الأمر ) " سورة يونس "  وقال هناك : ( مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر ) " سورة الأعراف " .
  وأيضا فقد ذكرت قصة فرعون وقومه في الأعراف فاختصر ذكر عذابهم وبسطه في هذه السورة أبلغ بسط .
فهي شارحة لما أٌجمل في سورة الأعراف منه .
والكلام مازال للمؤلف : أقول : وجه وضعها بعد سورة يونس زيادة على الأوجه الستة السابقة : أن سورة يونس ذكر فيها قصة نوح مختصرة جدا مجملة فشرحت في هذه السورة وبسطت بما لم يبسطه في غيرها من السور ولا في سورة الأعراف على طولها ولا في سورة ( إنا أرسلنا نوحا ) " سورة نوح " التي أفردت لقصته .
فكانت هذه السورة شارحة لما أجمل في سورة يونس فإن قوله هناك : ( واتبع ما يوحى إليك ) " سورة يونس " هو عين قوله هنا : ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) " سورة هود "
(  فكان أول هود تفصيلا لخاتمة يونس ) .
والكلام مازال للمؤلف : أقول : وجه وضعها بعد سورة هود زيادة على الأوجه الستة السابقة : أن قوله في مطلعها : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) " سورة يوسف "  مناسب لقوله في مقطع تلك : ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ) " سورة هود " وأيضا فلما وقع في سورة هود ( فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقود ) وقوله ( رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ) ذكر هنا حال يعقوب مع أولاده وحال ولده الذي هو من أهل البيت مع إخوته فكان كالشرح لإجمال ذلك .
وكذلك قال هنا : ( ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق ) " سورة يوسف " فكان ذلك كالمقترن بقوله في هود ( رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت )  
وقد روينا عن ابن عباس رضى الله عنهما وجابر بن زيد في ترتيب النزول : أن يونس نزلت ثم هود ثم يوسف وهذا وجه آخر من وجوه المناسبة في ترتيب هذه السور الثلاث لترتيبها في النزول هكذا .
مقدار العذاب الذي حل على قومه عليه السلام :
وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا محمد بن يحي بن الضريس حدثنا ابن فضل عن مسلم عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا بها إلا مثل موضع الخاتم فمرت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض فلما رأى ذلك أهل الحاضر من عاد الريح وما فيها – ( قالوا هذا عارض ممطرنا ) فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة .  
معلومات عن قومه عليه السلام :
-        أنهم أول الأمم الذين عبدوا الأصنام بعد الطوفان .
-          من زعم أن إرم مدينة من ذهب وفضة وهي تتنقل في البلاد فهذا كلام مغلوط . بتصرف .
ذكر صفة قبره عليه السلام :
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه ذكر صفة  قبر هود عليه السلام في بلاد اليمن وذكر أخرون أنه بدمشق وبجامعها مكان في حائطه القبلي يزع بعض الناس أنه هو قبر هود عليه السلام والله أعلم .
القول فيما أوتي هود عليه السلام :
الشاهد :
قال أبو نعيم ما معناه : إن الله تعالى أهلك قومه بالريح العقيم ، وقد كانت ريح غضب ، ونصر الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بالصبا يوم الأحزاب ، كما قال تعالي ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً (9 الأحزاب ) ، ثم قال : حدثنا ابراهيم بن يحي الساجي ، قالا : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا حفص بن عتاب عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما كان يوم الأحزاب انطلقت الجنوب إلى الشمال فقالت : انطلقي بنا ننصر محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الشمال للجنوب : إن الحرة لاترى بالليل ، فأرسل الله عليهم الصبا ، فذلك قوله
( فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها )  الاحزاب 9 ،
ويشهد له الحديث المتقدم  عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال : ( نصرت بالصبا وأهلكت بالدبور ) . انتهى

لطفاً قل ( اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان )


المراجع
المؤلف
تفسير القرآن العظيم
ابن كثير الدمشقي رحمه الله
البداية والنهاية
ابن كثير الدمشقي رحمه الله
قصص الأنبياء
ابن كثير الدمشقي رحمه الله
فضائل سور القرآن
أبي عبيد بن القاسم رحمه الله
أسرار ترتيب سور القرآن
جلال الدين السيوطي رحمه الله
الرحيق المختوم
المباركفوري رحمه الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من الصفات الإيجابية والسلبية للمعلم

معنى الاستسقاء

أول خارجي في الإسلام