من قصص العفو
يُروى في بعض الأخبار ، أن ملِكاً من الملوك أمر أن يُصنع له طعام ،
وأحضر قوماً من خاصته ، فلما مُدّ السماط أقبل الخادم وعلى كفه صحن فيه طعام ، فلما
قرب من الملِك أدركته الهيبة فعثر فوقع من
مرق الصحن شيءُ يسيرٌ على طرف ثوب الملك ،
فأمر بضرب عنقه ، فلما رأى الخادم العزيمة
على ذلك عمد بالصحن فصب جميع ما كان فيه على رأس الملك ، فقال له : ويحك ما هذا ؟
فقال : أيها الملك إنما صنعت هذا شُحاً على عرضك ، لئلا يقول الناس إذا سمعوا ذنبي
الذي به تقتلني : قتله في ذنب خفيف لم يضرّه وأخطأ فيه العبد ، ولم يقصده ، فتُنسب
إلى الظلم والجور. فصنعت هذا الذنبَ العظيم لتُعذر في قتلي وتُرفع عنك الملامة.
قال : فأطرق الملِك ملياً ثم رفع رأسه إليه وقال : يا قبيح الفعل يا حسن الاعتذار
، قد وهبنا قبيح فِعلك وعظيم ذنبك لحسن اعتذارك ، اذهب فأنت حُرٌ لوجه الله تعالى
، انتهى.
الشاهد :
قال الله تعالى : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (134)
سورة آل عمران.
المرجع :
المستطرف في كل فنٍ مستظرف ، شهاب الدين الأبشيهي رحمه الله ، ط /
دار الكتب العلمية " 205 ، 206 " ، الباب 36 ، بتصرف.
انستقرام
: dramy2010
صورة
رقم : 475
تعليقات
إرسال تعليق