نبذة عن مشعر منى !!!

سميت منى لما يمنى فيها من الدماء ، وقيل لاجتماع الناس بها ، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس منى . يقع بين مكة والمزدلفة على بعد (7 كم ) شمالا شرق المسجد الحرام ، وعن طريق النفق (4 كم) وبها يبيت الحجاج ليالي : ( 9 ، 11 ، 12 من ذي الحجة ) لمن يتعجل ، وليلة 13 لمن يتأخر ، وقد ورد ذلك في قوله تعالى : { وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى } (203) سورة البقرة ، وهي مشعر داخل حدود الحرم ، وبها رمى إبراهيم عليه السلام الجمار ، وذبح كبشاً بدل إسماعيل عليه السلام ، ثم رمى النبي صلى الله عليه وسلم وذبح أثناء حجة الوداع ، فيرمي المسلمون الجمار ويذبحون ، وبها مسجد الخيف والجمرات الثلاث ، وبها تمت بيعة الأنصار المعروفة ببيعة العقبة الأولى والثانية ، وبه انزلت سورة النصر أثناء حجة الوداع ، وبها بات النبي صلى الله عليه وسلم وصلّى فيه أيام التشريق ولياليها ، وبها نحر ، وقال : نحرت ههنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ، وبها نزلت سورة المرسلات .
طريق المشاة :
أنشئت طريق للمشاة بين المسجد الحرام ومزدلفة مروراً بمنى ، وهو مظلل ومزود بدورات للمياه ونوافير للشرب، وعرضه (30 ) م .
مسجد الخيف :
الخيف بفتح الخاء ، وسكون الياء ، ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء ومنه سمي مسجد الخيف ، ويقع في سفح جبل منى الجنوبي قريباً من الجمرة الصغرى ، وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله ، فعن يزيد بن الأسود قال : شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف .
   وقد كان هذا المسجد موضع اهتمام وعناية خلفاء المسلمين على مر التاريخ ، وتمت توسعته وعمارته في سنة 1407هـ/1978م بتكلفة ( 90 ) مليون ريال ، وبه أربع منابر ، وهو مكيف بــ 410  وحدة تكييف ، كما يساعد على تلطيف الهواء (1100) مروحة ، ويليه مجمع دورات المياه
ويوجد به أكثر من ألف دورة مياه وثلاثة آلاف صنبور للوضوء .
غار المرسلات :
عرف بذلك لنزول سورة المرسلات فيه ، كما روى البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه ( والمرسلات ) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه ، وإن فاه لرطب بها .
وقال الفاسي ( المتوفي : 832 هـ ) : وهذا الغار مشهور بمنى خلف مسجد الخيف نحو الجبل مما يلي اليمن ، كذلك يأثره الخلف عن السلف .
وقال البلادي : وهذا الغار معروف معلوم بمنى بين مسجد الخيف وجبل الصابح الذي يشرف على المسجد من الجنوب الغربي ، والغار في سفح الجبل بارتفاع ، جنوبا من مسجد الخيف .
وادي محسّر :
بالضم ثم الفتح وكسر السين المشددة ، من الحسر بمعنى الاعياء / تقول : حسرت الدابة والعين إذا أعيت ، أو من حسر فلان ، إذا اشتدت ندامته .
   قال ابن القيم : سمي ذلك الوادي وادي محسر لأن الفيل حسر فيه   أعيي وانقطع عن الذهاب ، وقال أيضا : وهو المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه ، ويسن للحاج الإسراع فيه أثناء عودته من مزدلفة إلى منى كما في رواية جابر رضي الله عنه ... حتى إذا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بطن محسر فحرك قليلاً ... .
    قال ابن القيم : فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم بطن محسر حرك ناقته وأسرع السير ، وهذه كانت عادته في المواضع التي نزل فيها بأس الله بأعدائه فإن هناك أصاب أصحاب الفيل ما قص  الله عليها .
   ومن جهة أخرى فقد كان العرب في الجاهلية يقفون فيه ويذكرون مفاخر آبائهم فاستحب الشارع مخالفتهم أيضاً ، وقد قال عمر رضي الله عنه مشيراً إلى ذلك عند إسراعه في وادي محسر :
   إليك نعدوا قلقاً وضينها       مخالفاً دين النصارى دينها
   وقد أشير إلى حدوده بين منى والمزدلفة باللوحات الإرشادية المكتوبة عليها " وادي محسر " ، وهو من الحرم وليس بمشعر .
المرجع  :

تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً ، د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله ، ط / فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية " ص 103 ، 104 " ، فصل : المشاعر " منى " ، بتصرف. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من الصفات الإيجابية والسلبية للمعلم

معنى الاستسقاء

أول خارجي في الإسلام