{ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ }
قال الله تعالى : { فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ
أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ
تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
}.
يقول الله تعالى ذاماً المنافقين المتخلفين عن صحابة رسول الله صلى
الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وفرحوا بقعودهم بعد خروجه : { وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ
} معه { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ
فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ } أي بعضهم لبعض { لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ } وذلك أن الخروج في غزوة تبوك كان في شدة الحرّ عند
طيب الظلال والثمار ، فلهذا قالوا { لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ } قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم { قُلْ } لهم { نَارُ جَهَنَّمَ } التي تصيرون إليها
بمخالفتكم { أَشَدُّ حَرًّا } مما فررتم منه من الحرّ بل
أشد حراً من النار {
لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } أي لو أنهم يفقهون ويفهمون لنفروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في
سبيل الله في الحرّ ليتقوا به من حرّ جهنم الذي هو أضعاف أضعاف هذا ولكنهم كما قيل
:
كالمستجير من الرمضاء بالنار. انتهى.
الشاهد :
مع هذه الأجواء الحارة احرص على أداء الصلوات المفروضة في المساجد مع
الجماعة ولا سيما صلاتي الظهر والعصر.
المرجع :
تفسير القرآن العظيم ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط /
مكتبة الرشد " 3 / 44،45 " ، سورة التوبة " آية : 81 " ،
بتصرف.
تعليقات
إرسال تعليق